تسأل قارئة ما المرض النفسى وما أهم الأسباب التى تؤدى إلى الإصابة بالاضطرابات النفسية؟
تجيب على السؤال الدكتورة غادة مراد مدرس التمريض النفسى والصحة النفسية بكلية التمريض بجامعة عين شمس قائلة:
المرض النفسى هو اضطراب وظيفى فى الشخصية نفسى المنشأ يبدو فى صورة أعراض نفسية وجسمية مختلفة ويؤثر فى سلوك الشخص فيعوق توافقه النفسى، ويعوقه عن ممارسة حياته السوية فى المجتمع الذى يعيش فيه.
ويضيف المرض النفسى أنواع ودرجات فقد يكون خفيفا يضفى بعض الغرابة على شخصية المريض وسلوكه، وقد يكون شديدا حتى قد يدفع المريض إلى القتل والانتحار وتتباين أعراض المريض النفسى تباينا كبيرا من المبالغة فى الإعاقة إلى الانفصال عن الواقع والعيش فى عالم من الخيال.
ويتوقف علاج المرض النفسى على نوعه ومداه وحدته وتعالج بعض الحالات بزيارات منظمة لأحد المعالجين النفسيين، بينما بعض الحالات تحتاج إلى العلاج بالمستشفى.
من الصعب تحديد أسباب الاضطرابات النفسية كما تقول الدكتورة غادة مراد، فهناك عدة عوامل تلعب دورا هاما فى حدوث الأمراض النفسية وقد تكون الأحداث المؤلمة سببا رئسيا فى حدوث المرض النفسى ومن هذه العوامل:
العوامل الوراثية: إن العوامل الوراثية فى المرض النفسى أصبحت الآن حقيقة مثبتة فإن الخطر يزداد فى حالة التوائم ودراسة الأسر أثبتت ذلك، فدراسة التوائم أثبتت أن العامل الوراثى يلعب دورا هاما فى حالات الفصام، اضطرابات المزاج، حيث إن النسبة تزداد فى التوائم المتماثلة عن التوائم المتاخية وقد أثبتت الدراسات أن هناك تدخلا جينيا فى حدوث الفصام، الاضطرابات المزاجية، أمراض الوسواس القهرى، وإدمان الكحوليات، حيث إن نسبة الإصابة تكون أعلى إذا كان هناك قريب من الدرجة الأولى يعانى من المرض.
وتوجد أيضا العوامل العضوية فالمخ هو مركز عمل العقل وهو الذى يتحكم فى سلوك الإنسان، التفكير، الذاكرة، الذكاء، والمشاعر والتحكم فى سلوك الفرد ووعيه بما حوله.
ولذلك فإن أى ضرر يحدث للمخ مثل الحوادث، العدوى أو أى سبب عضوى آخر ربما يؤدى إلى تغيرات واضطرابات بالشخصية وظهور أعراض نفسية عديدة، وأى خلل بالمخ قبل الولادة أو فى الطفولة المبكرة قد يؤدى إلى التخلف العقلى أو يصبح الطفل أكثر عرضة للمشاكل السلوكية.
كما ان هناك عوامل نفسية تؤثرعلى الفرد منذ الميلاد وتستمر معه مدى الحياة، ويكون للام والاب والاخوة تأثيرا كبيرا فى تطور نفسية الطفل ولكن حدوث اى خلل فى أى مرحلة قد يؤدى الى حدوث المرض النفسى طبقا للمرحلة التى حدث بها الخلل ونوع وشدة هذا الخلل، فعلى سبيل المثال فان الخلل الذى يحدث فى الفصام هو خلل فى الانا او الذات والذى يؤثر على ادراك الفرد للواقع والتحكم فى الغرائز مثل الجنس والعنف ويحدث هذا الخلل نتيجة اضطراب العلاقة بين الطفل والام وقد تكون المشاكل الاسريه وادمان الخمور و تعاطى المخدرات من اهم العوامل التى تؤدى الى الامراض النفسية.
العوامل الجسدية:
من العوامل المؤثرة فى المرض النفسى العوامل الجسدية فأن الاختلاف الطبيعى فى الحالة العضويه او التغيرات التى تحدث نتيجة لمؤثرات خارجية مثل الضغوط ربما يكون لها دورا فى حدوث المرض النفسى ولذلك فان الحمل وانقطاع الطمث يعتبروا امثلة للاضطرابات النفسية التى تحدث بسبب اضطرابات عضوية و يمكن لسوء التغذية أو الحرمان من النوم أن يؤثر على الصحة النفسية.
كما أن التوتر والشد العصبى المصاحب للأحداث الحياة اليومية من أهم أسباب حدوث القلق، الاكتئاب والأمراض النفسية فمثلا الرسوب فى الامتحان أو الحب أو البطالة أو الطلاق هى مجرد أمثله بسيطة من الضغوط اليومية، فالبيئة التى تمتلئ بالضغوط يمكن أن تكون عامل مسبب للمرض النفسى أو عامل مؤثر فى تأخر الشفاء وأيضا عندما يحيا الإنسان فى جو عدائى يصبح مريضا نفسيا.
أما العوامل الاجتماعية فلها تأثير فى الاضطرابات فهناك ظواهر اجتماعية مثل الهجرة والبطالة والعنف والحروب والتغيرات المجتمعية والكوارث الطبيعية تكون مصحوبة بحدوث مشاكل نفسية عديدة مثل العنف، أمراض سوء التكيف، القلق، الاكتئاب ومشاكل أخرى عديدة.
عوامل عائلية:
ويأتى فى النهاية العوامل العائلية فاحتمال وجود تأثير أسرى فى حدوث المرض النفسى يدل على وجود خلل فى الأسرة، سوء التنشئة أو وجود مرض نفسى فى الأسرة قد يؤدى لحدوث المرض النفسى فإن الجو الأسرى المضطرب قد ينقل سلوك معين للطفل وقد يتمثل ذلك فى التنشئة الخاطئة والحرمان من العطف الأبوى والطلاق والشجار العائلى.
الكاتب: عفاف السيد
المصدر: موقع اليوم السابع